رسالة من مؤسسة صندوق الإيداع والتدبير على إثر وفاة الفنان التشكيلي محمد المليحي
تلقـت مؤسسـة صنـدوق الإيـداع والتدبيـر "CDG" ببالـغ الحـزن والأسـى نبـأ وفـاة الفنـان التشـكيلي محمـد المليحـي، يـوم الأربعـاء 28 أ كتوبر ﻓﻲ مدينة باريس الفرنسية.
الراحـل كان يجسـد الحداثـة المغربيـة بـأدق تفاصيلهـا لمـا يزيـد عـن 60 سـنة، وظـل علـى امتـداد هـذه الأعـوام أحـد الشـخصيات الرائـدة ﻓﻲ مجــال الإبــداع الفنــي المغــرﺑﻲ، وكان شــخصا ملهمــا، عاشــقا للثقافــة، ذو الأفــق الواســع والرؤيــة العميقــة، نجــح مــن خــلال أعمالــه الفنية ﻓﻲ ترجمة قيم السخاء والجمال والطابع العالمي.
ويسـتند الفنـان الراحـل ﻓﻲ تصميـم لوحاتـه التـي تحمـل ﻓﻲ طياتهـا الكثيـر مـن الضـوء والألـوان، علـى الاكتشـاف والتبـادل والتعلـم مـن خــلال التجــارب القويــة ﻓﻲ الميــدان عاشــها الفنــان التشــكيلي أثنــاء رحلاتــه العديــدة والمعــارض الفنيــة التــي نظمهــا ﻓﻲ مختلــف أنحــاء العالــم، انطلاقــا مــن مســقط رأســه بمدينــة أصيلــة، إﻟﻰ مكســيكو ومدريــد، مــرورا بعاصمــة الأنــوار باريــس، ووصــولا إﻟﻰ نيويــورك، ممــا جعله سفيرا حقيقيا ساهم ﻓﻲ التعريف ببلده المغرب ﻓﻲ أبرز الأوساط الفنية العالمية.
وكان للرواق الفني "Espace Expressions CDG"، ﻓﻲ شـهر مارس 2019، شـرف اسـتضافة لوحات محمد المليحي، وهو المعرض الذي تم تنظيمه رغبة من السيد عبد اللطيف زغنون، رئيس مؤسسة "CDG"، ﻓﻲ ربط احتفالات ذكرى مرور 60 سنة على تأسيس صندوق الإيداع والتدبير "CDG" بالاحتفال بإبداع الفنان الراحل وتألقه وتاريخه الحافل بالعطاء على مدى 60 سنة.
وتـم خـلال هـذا المعـرض الاسـترجاعي، الـذي يعـد أحـد أهـم المناسـبات المخصصـة للفنـان الراحـل، تتبـع مسـاره الشـامل، مـع مـزج التاريخ الفريد لصندوق الإيداع والتدبير الذي رافق المشاريع الُمهيِكلة الكبرى ﻓﻲ المغرب منذ سنة 1959، بالمصير الاستثناﺋﻲ للرسام والنحـات الـذي قـام بعـد مـرور عشـر سـنوات، عـام 1969، بعـرض لوحاتـه ﻓﻲ مدينـة مراكـش بمعيـة مجموعـة مـن الفنانيـن المغاربـة ذائعي الصيت، واللذين وقعوا جميعا بمناسبة هذا المعرض على أول ميثاق للفن المغرﺑﻲ المعاصر.
وبهــذه المناســبة، قامــت مؤسســة Fondation CDG بنشــر كتــاب فنــي فريــد مــن نوعــه يعــد شــهادة ﻓﻲ حــق الفنــان الراحــل واعترافــا بإسـهامه الفنـي المنقطـع النظيـر، كمـا جـاء ﻓﻲ مقتطـف مـن الكتـاب: "إن تكريـم محمـد المليحـي اليـوم هـو تكريـم جـزء مـن تراثنـا الفنـي والفكري، لأنه نجح على طول حياته المهنية ﻓﻲ المشاركة ﻓﻲ الكثير من المشاريع التي ساهمت ﻓﻲ إثراء المشاهد الثقافية".
رحـل محمـد المليحـي إﻟﻰ دار البقـاء، لكنـه تـرك خلفـه تاريخـا حافـلا بالعطـاء، ورحلـة مليئـة بالإبـداع، وتراثـا فنيـا سـيظل إﻟﻰ الأبـد مصـدر إلهام للأجيال الحاضرة والمستقبلية.
وبهـذه المناسـبة الأليمـة، نعـرب عـن أحـر تعازينـا وصـادق مواسـاتنا لجميـع أفـراد أسـرة المرحـوم محمـد المليحـي، ولسـائر أصدقائـه ومحبيه، والمجتمع الفني والثقاﻓﻲ المغرﺑﻲ، الذي فقد برحيل الفنان التشكيلي أحد أبرز أعضائه.
تحميل البيان الصحفي (245.97 KB)