Sorry, you need to enable JavaScript to visit this website.

معهد صندوق الإيـداع والتدبير يناقش النموذج الوطني لتدبير النفايات

نظــم معهــد صنــدوق الإيــداع والتدبيــر اللقــاء الســابع مــن سلســلة ندواتــه «نظــرات نحــو المســتقبل» يــوم 17 نونبــر، والــذي اتخــذ شــكل نــدوة عــن بعــد تمحــورت أشــغالها حــول موضــوع تدبيــر النفايــات بالمغــرب.

وجمــع هــذا اللقــاء أربعــة خبــراء، ســاهموا في مناقشــة موضــوع (مســائلة النمــوذج الوطنــي لتدبيــر النفايــات في زمــن الاســتعجال والفــرص الاقتصاديــة) :

  • كنـزة سـارة الأزكـم، المتحدثـة باسـم جمعيـة «زيرو زبل»؛
  • حسـن شـواوطة، رئيـس الجمعيـة المغربيـة لخبـراء تدبيـر النفايـات والبيئـة؛
  • كريسـتيان نغـو، العضـو السـابق لمفوضيـة الطاقـة النوويـة ومديـر مكتـب الخبـرة إدمونيـوم للاستشـارة؛
  • بديعـة اليوسـي، أسـتاذة باحثـة، مـن جامعـة سـيدي محمـد بـن عبـد الله بفاس.

يشــكل تدبيــر النفايــات إشــكالية مركزيــة في إطــار الجهــود المبذولــة، علــى الصعيــد العالمــي، مــن أجــل الحفــاظ علــى البيئــة وتوفيــر الحمايــة الصحيــة للســكان. ويــرى كريســتيان نغــو أن التلــوث ينتــج عــن النفايــات غيــر الخاضعــة للضبــط والتــي « لا يتــم اســتعمالها أو تثمينهــا مــن طـرف منتجيهـا ». مشـيرا إلى أن «النفايـات التـي ينتجهـا شـخص مـا يمكـن أن تشـكل مـادة أوليـة بالنسـبة لشـخص آخـر». وبالتـالي، فـإن مســألة تدبيــر النفايــات تصبــح أمــرا أساســيا عندمــا يتعلــق الأمــر بمكافحــة التلــوث وانعكاســاته الصحيــة التــي تؤثــر ســلبا علــى التنميــة البشــرية والاقتصاديــة.

ومــن جانبــه أشــار حســن شــواوطة إلى أن المغــرب ينتــج حاليــا كميــات مهمــة مــن النفايــات، ســواء المنزليــة أو الصناعيــة أو الزراعيــة. وقــال(ننتـج سـنويا حـوالي 7 مليـون طـن مـن النفايـات المنزليـة، و1.5 مليـون طـن مـن النفايـات الصناعيـة، ومـا بيـن 300 ألـف و350 ألـف طـن مــن النفايــات الصناعيــة الخطــرة، بالإضافــة إلى 7 مليــون طــن مــن الــركام والأنقــاض و300 ألــف طــن مــن الوحــل). غيــر أن هــذه الكميــات الكبيــرة مــن النفايــات لا يتــم تثمينهــا بالشــكل الــكافي للأســف. ويضيــف شــواوطة «المشــكلة هــي أننــا لا نثمــن النفايــات بالشــكل الــكافي، ففــي حيــن أن إمكانيــات التثميــن تناهــز 20 % (...)، إلا أن نســبة التثميــن والتدويــر الفعلــي لا تتجــاوز اليــوم حصــة 7 % فقــط).

لتحليــل وضعيــة قطــاع النفايــات ودراســة نمــوذج تدبيرهــا، يجــب أن نأخــذ بالاعتبــار جميــع مراحــل تثميــن النفايــات، انطلاقــا مــن طــرق جمعهـا، مـرورا بوسـائل نقلهـا، وصـولا إلى أسـاليب معالجتهـا، دون إغفـال الآثـار السـلبية المترتبـة عنهـا. بهـذا الصـدد، أشـارت بديعـة اليوسـي إلى النسـبة العاليـة (%52) للنفايـات البلاسـتيكية ضمـن النفايـات الزراعيـة في جهـة سـوس ماسـة، مشـددة علـى ضـرورة «تنظيـم معالجـة هــذا النــوع مــن النفايــات، ومعالجتهــا أيضــا. بحيــث يجــب أن يتــم التعامــل معهــا كفرصــة ســانحة وليــس كمصــدر للإزعــاج».

ولضمــان التدبيــر الأمثــل للقطــاع يمكــن الاعتمــاد علــى عــدة روافــع : تزويــد مراكــز المعالجــة بوحــدات الإحــراق وبأســاليب التتويــج الفعالــة، الدفـع في اتجـاه الرفـع مـن نسـبة تدويـر مـواد التعبئـة والتلفيـف، التدبيـر الأمثـل للسلسـلة اللوجسـتيكية للمـواد المجمعـة والنقـل (اسـتعمال عربــات خاصــة، تتويــج دوريــات التجميــع، إلــخ..)، إضافــة إلى ضبــط مسلســل إنتــاج النفايــات عبــر حمــلات تحسيســية واســعة النطــاق. فالمطلــوب إذن هــو تعبئــة الــروح البيئيــة لــدى المواطنيــن وتشــجيعه علــى التخفيــف مــن اســتعمال المــواد الســامة والمضــرة بالصحــة

والبيئــة.

بهــذا الصــدد، تجــدر الإشــارة إلى أن المغــرب أحــرز تقدمــا ملموســا علــى المســتويين المؤسســاتي والقانــوني. فهــو يعــد مــن بيــن البلــدان الإفريقيــة التــي تتوفــر علــى ترســانة قانونيــة قويــة ومعــززة في مجــال معالجــة النفايــات. إلا أنــه للأســف « لا زال يفتقــد إلى المراســيم التطبيقيــة الضروريــة مــن أجــل الســير قدمــا في تفعيــل هــذه الترســانة »، يقــول حســن شــواوطة.

وفي الختـام، قدمـت كنـزة سـارة الأزكـم مجموعـة مـن التدابيـر التـي تـرى جمعيـة «زيـرو زبـل» أنهـا سـتكون فعالـة في مجـال تحسـين تدبيـر النفايــات والتخفيــف مــن وقعهــا الســلبي، منهــا علــى الخصــوص « (ا) تقليــص إنتــاج مــواد التغليــف الموجهــة للاســتعمال لمــرة واحــدة والمنتجــات ذات العمــر القصيــر، (اا) إرســاء أســلوب الفــرز ذو التدفــق المــزدوج مــن المصــدر، بحيــث يتــم تقســيم النفايــات المنزليــة إلى صنفيــن (عضويــة وغيــر عضويــة)، وأخيــرا، (ااا) اعتمــاد اللامركزيــة في مجــال تدبيــر النفايــات بهــدف تكييفــه مــع مختلــف الســياقات المحليــة ووضــع الإنســان في مركــز النظــام. ويمــر ذلــك علــى الخصــوص مــن خــلال تثميــن مهــارات وخبــرات حرفيــي جمــع وفــرز النفايــات، الذيــن لا يمكــن إغفــال دورهــم في أيــة مقاربــة لفــرز النفايــات في المغــرب »، تقــول كنــزة ســارة الأزكــم.

تحميل البيان الصحفي (119.85 KB)